سجنٌ اختياري

 

لم نعد انقياء كذاك الطفل الذي نشأ بداخلنا فى الصغر وسجن فى قلوبنا عندما كبرنا ، طفل شاق الى الحريه وشقت اليه والى طلاقة روحه وخجل وجهه اذ ما خالط النساء وعظم حلمه فى تغيير العالم ولكن اعباء المجتمع تكبل تلك الروح الصافيه والعقل المنطلق ، تروض صوته الحر وشغفه المنطلق ، تخمد نيران صدره المستعره على كل ما هو خطأ ، تحادثه لتقنع روحه الصافيه بان لم يعد لها مكان فى هذا العالم الملئ بالانانيه والحقارات

تذكرة باسوأ الذكريات وبخديعه البشر وبسوء منقلب الاصدقاء والاقربين ، اتذكر من وثق بك وتركك فى غياهب الظلمات حائر منتظر ، او تذكر من عاهدتك وتركتك فى امواج البحر العاصف المتلاطم امواجه فى ظلمات بعضها فوق بعض ، او ترى من انتظروك لتضعف فانقضوا عليك انقضاض الديب الخبيث على اسد جريح ، ام تذكر ذلك المتملق ذو العين الحادة الذي يتقرب لك فى قوتك لحاجة فى صدره يبغاك بها ، ام ترى من كنت تعتقد فيهم الدين والاخوه فما لبثت ان وجدت الا انغلاقهم لانفسهم ولذويهم ممن على هواهم المذهبي والتعبدى فقط ، ام اولائك البشر المنبهرون بك الذين تعلم ان نظراتهم سوف تتساقط سريعا ، ام قليلي الحنكة مما يعتقدون انهم سوف يتناسبون معك كاصدقاء او احباب او اهل وهم ان تركتهم يقتربوا تضرروا وتركوك وحيدا فلا تسمح لهم بالقرب ، فتراهم يرون فيك متغطرسا ، فلا تدري اتقربهم لنتشاحن فيبغضوا ام تبعدهم فيظنون السوء فيبغضوا

لم تكن الحياة يوما ما بسيطة كذلك الطفل فى صدرى ، ذلتنا الرغبات لتقديم التنازلات فى الطريق ولكن …

ولكن يا خديجتي لم اقدم تنازلات الهدف ولا المنهج بعد ، ما زلت على عهدى بنفسي من الصغر مغيرا لامتى ومحدثا من امرها ، زارعا الامل فى قلوب ضغارها ومنبتا الفكر فى اذهان مراهقيها وحاصدا الهمم من اعضاد بالغيها ، ومستخلصا الحكمة من عقول كبارها .

لم يكن سجني للطفل بداخلى تنازلا او ضعفا ، بل كانت حكمة لتثبت خطاى فى طريق قد رسمته لنفسي من ذنوات ، طريق ارسم فيه شكل وطنى مزدهرا مفكرا ، صانعا حضارة وثقافة من جديد ، قيدت الطفل ولكن لم اكمم فاه ، بل تركت له لسانا يرشدني الطريق ، يونس وحشتى ، يخبرنى انى ما زلت على الطريق .

أضف تعليق